في قلب المدينة المنورة، وبين طرقات تحمل عبق التاريخ الإنساني والإيماني، يبرز مسجد القبلتين كتحفة روحية لا تشبه سواها. فهنا تحديدًا، امتزجت لحظة سماوية خالدة بمشهد أرضي بسيط، لتتحول جدران المسجد إلى شاهد حي على تغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام. إلى جانب قيمته الدينية العميقة، يأسر المسجد زوّاره بجمال معماره الحديث.
بفضل موقعه الحيوي وسهولة الوصول إليه، أصبح مسجد القبلتين اليوم محطة لا يُمكن تفويتها لكل زائر للمدينة المنورة، سواء كان باحثًا عن العمق الديني، أو مُحبًا لاستكشاف المعالم التي تحفظ ذاكرة البشرية.

على الطرف الغربي من المدينة المنوّرة، يقف مسجد القبلتين شامخًا ببياضه الناصع، وكأنه يذكّر كل من يمرّ بجواره بأن التاريخ قد مرّ من هنا. فإضافةً إلى كونه أحد أبرز المعالم الإسلامية، يُعدّ المسجد شاهدًا حيًا على لحظة فارقة تغيّر فيها مسار الصلاة، وتوحد فيها المسلمون نحو قبلة واحدة. لذلك، لا يمكن لزائر المدينة أن يُكمل رحلته دون الوقوف عند هذا المكان الذي يجمع بين الروحانية العميقة والجمال المعماري الأخّاذ.
يقع مسجد القبلتين على بعد 4 كلم فقط من المسجد النبوي، في منطقة بني سَلِمة على هضاب حرة الوبرة، وتحديدًا عند تقاطع طريق خالد بن الوليد مع شارع سلطانة، أحد أكثر الشوارع حيوية في المدينة.
موقع مسجد القبلتين على الخرائط
سمي مسجد القبلتين بهذا الاسم لأنه المكان الذي نزل فيه الوحي على النبي ﷺ يأمره بالتحول نحو البيت الحرام أثناء صلاة الظهر وهو يؤم المسلمين من بني سلمة، وفي الركعة الثانية، نزل قول الله تعالى:﴿قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ﴾ فاستدار النبي ﷺ إلى الكعبة، واستدار معه الصحابة في مشهد لم يتكرر في التاريخ، لتبدأ منذ ذلك اليوم رحلة الأمة نحو القبلة التي تجمع المسلمين حتى اليوم.
ولهذا السبب تحديدًا، يزور المسلمون هذا المسجد ليس فقط لمشاهدة المكان، بل لإحياء قصة تجسد الطاعة والارتباط العميق بالبيت الحرام.
يقع المسجد جنوب بئر رومة على بعد 3.8 كلم شمال غرب المسجد النبوي، وقد تأسس في العهد النبوي، ثم تعاقبت على عمارته العديد من الدول والحكام، ومن بينها:
وفي العهد السعودي، شهد المسجد سلسلة واسعة من التوسعات:
يمتد المسجد اليوم على مساحة تقارب 4000 م²، ويتكون من ثلاثة مستويات:
المستوى الأول: يضم المرافق الخدمية كالوضوء وسكن الإمام والمؤذن.
المستوى الثاني: يحتوي على المصلى الرئيسي بمساحة واسعة تصل إلى 1250م² تستقبل الزوار بروحانية خاصة.
المستوى الثالث: يضم شرفة للنساء بمساحة 400م² توفر عزلة مريحة وخصوصية تامة.
وإضافةً إلى ذلك، تعلو المسجد قبتان بارزتان بارتفاع يصل إلى 17 - 20 مترًا، وإلى جانبهما مجموعة قباب صغيرة تُغطي بقية السطح، مع مئذنتين شامختين تعكسان جمال العمارة الإسلامية. كما يتميز المسجد بفناء داخلي تحيط به الأشجار، ليجمع بين الطابع الروحاني وصفاء الأجواء الطبيعية.
شهد المسجد مؤخرًا تطويرًا مهمًا ضمن مشروع مركز القبلتين الحضاري، بمساحة 7500م²، ويهدف إلى:
إلى جانب الأجواء الروحانية الفريدة، يُعد المسجد المكان المثالي لأداء الصلوات الخمس،. فالمسجد يتيح لك تجربة روحانية مباشرة في موقع تحوّل فيه القبلة لأول مرة في التاريخ الإسلامي.
بالإضافةً إلى الصلوات الفردية، يمكن للمصلين المشاركة في صلاة الجماعة والذكر، مما يعزز الشعور بالانتماء والمشاركة في روحانية جماعية ممتدة منذ عهد النبي ﷺ.
يمكن للزائر التجوّل بين المساحة الداخلية والخارجية للمسجد، والتوقف عند القبتين والمئذنتين اللتين تبرزان جمال العمارة الإسلامية. كما يمكن الاطلاع على المحراب القديم الذي يشير إلى اتجاه القبلة الأول قبل التحول، والاستمتاع بالتصاميم البسيطة والأنيقة للجدران والنوافذ.
بالإضافةً إلى القيمة الدينية، يمكن للزائرين الاستمتاع بالتقاط صور تذكارية داخل الفناء المزدان بالأشجار، مع العمارة الرصينة والقباب المميزة، لتوثيق تجربة فريدة من نوعها.
يوفر المسجد فرصة للاطلاع على قصة تحول القبلة، وزيارة المعالم المحيطة التي توثق تاريخ المدينة المنورة، مما يجعله تجربة تعليمية وثقافية للمسلمين وغير المسلمين.
فضلاً عن الأنشطة الروحية، يمكن للزائرين الجلوس بهدوء في رحاب المسجد للتأمل في المعمار والتاريخ، أو الاسترخاء في الفناء بين الأشجار، مما يمنحهم فرصة للهروب من صخب المدينة والاستمتاع بلحظات سلام روحي.
ختامًا لا تكتمل رحلتك إلى المدينة المنورة دون زيارة مسجد القبلتين، حيث يلتقي التاريخ بالروحانية والسكينة تملأ الأرجاء. استمتع بالعمارة المبهرة وعيش لحظات لا تنسى، مع فرصة الحجز بأسعار تنافسية عبر موقعنا. احجز الآن واكتشف هذا المعلم التاريخي الرائع بنفسك!