تتربع جنيف "عاصمة السلام" الأوروبية، بهدوء وجمال على ضفاف بحيرة ليمان الساحرة، محاطة بسلسلة جبال الألب المهيبة. هذه المدينة السويسرية ليست مجرد مركز عالمي للدبلوماسية والمنظمات الدولية فحسب، بل هي أيضاً كنز دفين من الثقافة الراقية، والتاريخ العريق، والمناظر الطبيعية الخلابة التي تخطف الأنفاس.
تقع مدينة جنيف في الطرف الجنوبي الغربي من سويسرا، وهي ثاني أكبر مدينة سويسرية، وتحديداً عند نقطة التقاء بحيرة ليمان (بحيرة جنيف) بنهر الرون، وتتميز بطابعها الدولي كمركز للسلام والدبلوماسية كونها محاطة تقريباً بالكامل بالأراضي الفرنسية.
أما على النقيض منها، فتقع مدينة إنترلاكن الساحرة في وسط سويسرا ضمن كانتون برن، وتعرف بأنها عاصمة المغامرات والجمال الطبيعي، حيث تتوسط بحيرتي ثون وبراينز وتُعد نقطة انطلاق رئيسية لاستكشاف المرتفعات والجبال الألبية الشهيرة في منطقة الأوبرلاند البرنية.

نافورة جنيف تخطف الأنفاس، وهي من أبرز المعالم السويسرية. مشاهدة النافورة وهي ترتفع إلى ارتفاع 140 مترًا تجربة آسرة، خاصةً عندما تنعكس أشعة الشمس على الماء وتُشكّل قوس قزح بديعًا عبر الضباب.
أيضاً، الأجواء المحيطة بالبحيرة هادئة لكنها مفعمة بالحياة، حيث يمشي الناس ويركبون الدراجات ويستمتعون بالهواء النقي، وصوت الماء الممزوج بالنسيم العليل يجعلانها المكان المثالي للاسترخاء والاستمتاع بجمال جنيف.
ملاحظة الكاتب: يمكنك إما التجول حول البحيرة حتى مستوى سطحها أو الوصول إليها بركوب قارب صغير. كما يمكنك الاستمتاع بالهواء النقي والاسترخاء في المقاهي المطلة على البحيرة عندما تشعر بالتعب.

تمثل ساحة الأمم في جنيف، سويسرا، رمزاً للمجتمع الدولي ونقطة جذب رئيسية. لذا، نوصيك بإن تبدأ باستكشاف النصب التذكاري الشهير "الكرسي المكسور" الذي يقف شامخاً كرمز عالمي لمكافحة الألغام الأرضية والقنابل العنقودية، وهو عمل فني مؤثر يستحق التأمل والتصوير.
بعد ذلك، يُعد قصر الأمم - المقر الأوروبي للأمم المتحدة - نقطة الاهتمام الرئيسية، حيث يمكن للزوار حجز جولة إرشادية لمعرفة المزيد عن تاريخ المنظمة وأنشطتها، وزيارة قاعات المؤتمرات التاريخية، ومشاهدة المجموعة الفنية الغنية التي يضمها القصر.

متنزه أريانا هو أحد أجمل المساحات الخضراء في جنيف، ويمتد على مساحة شاسعة تحيط بقصر الأمم. هذا المتنزّه ليس مجرد مكان للاسترخاء، بل هو أيضاً موقع تاريخي غني، حيث كان في الأصل ملكية خاصة تبرع بها مالكها، غوستاف دو ريفيلو، للمدينة بشرط أن يكون مفتوحاً للعامة وأن يبقى اسم عائلته على فيلته التي أصبحت الآن جزءاً من ممتلكات الأمم المتحدة.
يوفر المتنزّه إطلالات خلابة على بحيرة جنيف وسلسلة جبال الألب، ويتميز بتنوعه النباتي الغني، مما يجعله مثالياً للنزهات الهادئة والمشي والتصوير.
أوقات الزيارة: 8.30 صباحاً – 5.30 مساءً.

يقع المتحف بالقرب من مقر الأمم المتحدة، ويسهل الوصول إليه، فسواء كنت طالبًا أو محترفًا أو مجرد فضولي، يقدم هذا المتحف رؤى قيّمة حول أهمية التراحم والتضامن في عالمنا. تعكس معروضات المتحف المبتكرة، بما في ذلك الشهادات المجسمة والمنشآت الغامرة، الأثر العميق للعمل الإنساني في جميع أنحاء العالم.
صممت العروض التفاعلية والوسائط المتعددة لإشراك الزوار من جميع الأعمار، مما يجعل المواضيع المعقدة في متناول اليد وجذابة. أيضاً من أبرز جوانب المتحف تركيزه على القصص الشخصية والروايات الواقعية، التي تُبرز صمود وكرامة الأفراد المتضررين من النزاعات والكوارث. وتُكمل هندسة المتحف المعمارية رسالته، بمساحات مصممة بعناية تشجع على التأمل والحوار.
أوقات الزيارة: يومياً ما عدا الاثنين من 10 صباحاً – 5 عصراً.
رسوم الدخول: 15 فرنك.

في السابق، كانت الساحة سوق المدينة في العصور الوسطى، واليوم، لا تزال، بنافورتها التي تعود إلى القرن الثامن عشر، ومنازلها التي تعود إلى العصور الوسطى، ومعارضها الفنية، ومتاجرها العتيقة، ومقاهيها ومطاعمها المزدحمة، مركز مدينة جنيف القديمة. أيضاً، أيام الأحد، تظهر أكشاك السوق الصغيرة، مما يزيد من حيوية الساحة.

أحد الأماكن المميزة في جنيف هي الحديقة الإنجليزية، فهي مكان للاسترخاء على ضفاف البحيرة مباشرةً، مثالي للاستمتاع بإطلالات بحيرة جنيف ونافورة جنيف المائية. تتوفر فيها العديد من المقاعد والمناطق المظللة، ما يسهل عليك الاسترخاء والاستمتاع بالأجواء. هنا، يمكنك ركوب قطار الطاقة الشمسية من هنا، وهي طريقة ممتعة وسهلة لاستكشاف المنطقة، أو ركوب أحد قوارب "مويت" الصفراء الصغيرة التي تعبر البحيرة.
كما توجد أيضًا أكشاك صغيرة تبيع هدايا تذكارية مثل المغناطيس والأجراس السويسرية والبطاقات البريدية، ما يجعلها مكانًا رائعًا لالتقاط تذكار بسيط من زيارتك. إذا كنت تشعر بالجوع، فهناك مطعم ومقهى قريبان حيث يمكنك تناول شيء ما أثناء الاستمتاع بالمنظر.
أوقات الزيارة: 24 ساعة.
ملاحظة الكاتب: نوصيك باستكشاف ساعة الزهور التي تتغير حسب المواسم، من المحقق أنها تآسرك، وبالأخص في الفترة من مايو إلى أكتوبر.

يقع منتزه لا غرانج على الضفة اليسرى لبحيرة جنيف، ويُعد من أروع المساحات الخضراء في المدينة. يمتد هذا المنتزه التاريخي على مساحة 21 هكتارًا، ويوفر مزيجًا متناغمًا من الجمال الطبيعي والتراث الثقافي والمرافق الترفيهية.
من أبرز معالم منتزه لا غرانج حديقة الورود الفسيحة، المعروفة بكونها الأكبر في جنيف. إذ أنشئت الحديقة بين عامي 1945 و1946، وتضم أكثر من 200 نوع من الورود، مما يضفي على موسم الإزهار نسيجًا نابضًا من الألوان والعطور. كما يوفر تصميم الحديقة، الذي يتميز بتصميمات مدرجات وشرفة من القرن التاسع عشر، أجواءً خلابة للتنزه والتقاط الصور.
أوقات الزيارة: 6 صباحاً – 10 مساءً.
ملاحظة الكاتب: تضم الحديقة فيلا لا غرانج الأنيقة التي تعود إلى القرن الثامن عشر، والتي استضافت أحداثًا تاريخية مهمة، بما في ذلك قمة عام 2021 بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

بني النصب التذكاري في القرن التاسع عشر تكريمًا لتشارلز الثاني، دوق برونزويك، الذي ترك ثروته لمدينة جنيف. صمم على طراز ضريح قوطي، وهو معلم بارز بتفاصيله الدقيقة التي تستحق الإعجاب.
يتميز الموقع أيضًا بكونه على بعد مسافة قصيرة سيرًا على الأقدام من قوارب مويت المائية، مما يسهل الوصول إليه عن طريق البحيرة، كما يقع على مقربةٍ من مجموعةٍ رائعةٍ من الفنادق والمقاهي والمطاعم.

هذا المتحف في جنيف يضم مجموعة رائعة من التحف الفنية والتاريخية. كما أن من مميزاته الفريدة الجسر الأبيض الذي يربط المبنيين، والذي يتميز بإطلالة خلابة. أيضاً، يحتوي الطابق الثاني على معارض فنية جميلة تعرض أعمالًا فنية انطباعية، بما في ذلك بعض أعمال كلود مونيه وفان جوخ.
أوقات الزيارة: يومياً ما عدا الاثنين من 11 صباحاً – 6 مساءً، أما يوم الخميس من 12 ظهراً – 9 مساءً.
رسوم الدخول: رسوم الدخول تعتمد على التبرع.
ملاحظة الكاتب: يوجد مقهى في المتحف، لذا، خطط لقضاء حوالي ساعتين في التجول بين الأعمال الفنية والاسترخاء بعد جولتك.

يعد ممشى بروميناد دي لا تريل ممشى هادئًا وغنيًا بالتاريخ، يقع في قلب مدينة جنيف القديمة. يعود تاريخ ممشى بروميناد دي لا تريل إلى أوائل القرن السادس عشر، وكان في البداية جزءًا من تحصينات جنيف. ومع مرور الوقت، تحول إلى ممشى عام، ليصبح وجهة مفضلة للسكان المحليين والزوار.
من أبرز معالم الممشى مقعد بانك دي لا تريل، الذي يعرف بأنه أطول مقعد خشبي في العالم. تم بناء هذا المقعد في عام 1767، ويمتد على مسافة 120 مترًا تقريبًا على طول الكورنيش، ويوفر أماكن جلوس واسعة لأولئك الذين يرغبون في الاسترخاء والاستمتاع بالمناظر.

أحد المعالم التاريخية في جنيف هو النصب التذكاري الوطني، فهو يخلد ذكرى انضمام المدينة إلى الاتحاد السويسري. صمم هذا التمثال البرونزي النحات السويسري روبرت دورر، ويضم شخصيتين نسائيتين تقفان جنبًا إلى جنب.
إحداهما تمثل جمهورية جنيف، ويُمكن تمييزها بغطاء رأسها المسنن، بينما تجسد الأخرى هيلفيتيا، رمز سويسرا. تقفان متحدتين، تحملان سيفًا ودرعًا، وتحدقان بثبات نحو البحيرة وباقي سويسرا.
ملاحظة الكاتب: مكان هادئ بإطلالات خلابة، مثالي لالتقاط صور أثناء التنزه على ضفاف البحيرة.

حديقة واسعة على ضفاف بحيرة ليمان، على مقربة من الشارع الرئيسي المؤدي إلى وسط مدينة جنيف. تضم مسارات للمشي، ومقاعد، ومسارات لركوب الدراجات، وملعبًا للأطفال، ومناطق سباحة، وساحات للفعاليات، وإطلالة رائعة على البحيرة والمدينة.
أوقات الزيارة: 24 ساعة.

يوصى زوار جنيف بهذه الحديقة بشدة، فهي مذهلة بكل معنى الكلمة. فهي من ضمن الحدائق جميلة والمعتنى بها جيدًا في جنيف، إذ تضم مسارات متعرجة رائعة وحدائق مائية، بالإضافة إلى مجموعة رائعة من الصوبات الزراعية. كما أن تنسيق النباتات رائع لتجعل التنقل في الحديقة سهلًا للغاية، بحيث يمكن رؤية كل شيء.
أوقات الزيارة: 8 صباحاً – 5 مساءً.
ملاحظة الكاتب: الدخول مجاني، وهو مثالي للعائلات التي لديها أطفال لتعلم شيء جديد، أو حتى مع بعض الأصدقاء.

مكان استثنائي في قلب مدينة جنيف على البحيرة. كما يوجد مسبح على الشاطئ والبحيرة في الصيف، وحمام بخار وساونا رائعان في الشتاء، كما تتوفر زحليقة ومنطقة تسلق ومنصة غطس لمزيد من الترفيه. بالإضافة لذلك، يتوفر مطعم يقدم مأكولات بحرية لذيذة وشهية.
ملاحظة الكاتب: موقف السيارات صعب، لذا، جرب موقف الفندق الذي يقع على بُعد بضعة مبانٍ. بمقابل 2 يورو للشخص، ولكن إذا غادرت، فسيتعين عليك الدفع لإعادة الدخول في نفس اليوم.

إذا كنت من محبي الساعات، فهذا المكان لا بد من زيارته! ابدأ الطابق الثاني الذي يضم مجموعةً رائعةً من التحف، ثم الطابق الأول الذي يعرض مجموعة باتيك فيليب الرائعة. في الطابق الأرضي، يوجد عرض رائع لطاولات عمل صانعي الساعات، بالإضافة إلى مكتب استقبال وأمن، ويمكنك الحصول على قسيمةٍ للخزائن في الطابق السفلي.
أوقات الزيارة: يومياً ما عدا الاثنين من 2 ظهراً – 6 مساءً، أما يوم السبت فيفتتح من 10 صباحاً.
رسوم الدخول:
البالغون: 10 فرنكات سويسرية.
الطلاب (18 – 25 عامًا): 7 فرنكات سويسرية.
المجموعات (10 أشخاص): 5 فرنكات سويسرية للشخص.
الأطفال (أقل من 18 عامًا): مجانًا.

هذا التقاطع موقع رائع حقًا لرؤية التقاء نهرين في نهر واحد، حيث مياه نهر آرف ونهر الرون من بحيرة جنيف صافية كالبلور. يمكن رؤية منظرٍ بانورامي من جسر السكة الحديد أعلاه مع ممر عام. كما يوصى الزوار بتجربة المشي على طول المياه فهو نقطة مميزة نظرًا لاختلاف منسوب المياه بين النهرين.

حديقة باتي على الرغم من صغرها إلا أنها تزخر بالحيوانات ومقاعد واسعة بإطلالات خلابة. فهي مكان رائع للتنزه والهروب من صخب المدينة، مع العديد من طاولات النزهة للاسترخاء والاستمتاع ببعض الوجبات الخفيفة. كما توجد دورات مياه في المنطقة ومطعم صغير قريب وحديقة للحيوانات مجانية.
أوقات الزيارة: 8 صباحاً – 6 مساءً.
ختاماً، سواء كنت تبحث عن التعمق في التاريخ في البلدة القديمة، أو الانغماس في الفنون والثقافة في متاحفها العالمية، أو ببساطة الاستمتاع بجمال الطبيعة الهادئ على ضفاف بحيرتها ومنتزهاتها الخضراء. خطط لرحلتك الآن بدءاً من أرخص أسعار التذاكر في موقعن الإلكتروني، واجعل جنيف وجهتك القادمة لاكتشاف سويسرا.