تعد مدينة البتراء من أروع وأكثر المواقع جذباً للسياح في الأردن، حيث جمعت بين الرومانسية، المغامرة والجمال في آن واحد. وما زاد البتراء روعة الإبداع البشري في بيئة وعرة من واجهات مزخرفة ذات الطراز النبطي الفريد مع لمسات مصرية وأشورية وهذا ما خلق بانوراما للثروات المعمارية وجعلها تصنف كأحد مواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1985، وأصبحت تعتبر واحدة من عجائب الدنيا السبع في العالم الحديث وأحد الجواهر العربية. من خلال هذا المقال المقدم من Wingie قمنا بترتيب الأماكن السياحية في البتراء بحسب شعبيتها من خلال النظر إلى الأوسمة في انستغرام لرحلة ممتعة ولا تنسى.
بعد عبوركم ممر السيق أول ما سيلفت أنظاركم الخزنة أو كما تلقب خزينة فرعون، وهي عبارة عن بناء صخري مُشيّد من أحجار بدقة وفخامة حيث يعطي انعكاسات ضوئية باللون الوردي بعد أن تضربه أشعة الشمس، وتعتبر من أهم الرموز في مدينة البتراء. يعود تاريخ خزينة فرعون لعهد الأنباط في القرن الأول ميلادي، ونُحت الجبل ليكون مقبرة أحد الملوك ويصبح اليوم أعظم مزار سياحي بالمدينة الوردية يستقطب السياح من كل أنحاء العالم.
يبلغ ارتفاع وعرض الخزنة 43 و30 متراً على الترتيب، واعتقد البدو سابقاً أن الجرة الموجودة في أعلى الواجهة تحتوي على كنز لذلك سُميت بالخزنة. كما أنها تتكون من طابقين تم تصميمهما بأساليب معمارية مختلفة، نذكر النقوش المعبرة عن حضارة الأنباط الواسعة التي سيطرت على المنطقة تجارياً، وخليطاً من الحضارة المصرية والهلنستية.
ساعات العمل: 6 صباحًا - 6 مساءً.
من أروع المشاهد الصخرية الملونة والمتنوعة باب السيق وهو عبارة عن ممر صحراوي ضيق محصور بين الجبال الشاهقة والمنحدرات ذات اللون الأحمر والبرتقالي، بإمكانكم التجول عبره سيراً على الأقدام أو باستخدام الخيول حيث يبلغ طوله أكثر من كيلومتر واحد أما عرضه فلا يتجاوز العشر أمتار، ويعتبر المدخل الرئيسي لمدينة البتراء الأثرية العظيمة.
وستكتشفون أثناء جولتكم المشوقة بقايا القنوات المائية المقطوعة التي استخدمها الأنباط لإيصال الماء من عيون وادي موسى إلى المدينة. بالإضافة إلى العديد من المنحوتات الأثرية المتواجدة في الصخور العالية إذ إنَّ جزء منها تَكون طبيعياً أما الجزء الآخر فهو منحوت من قبل الأنباط.
يقع وادي موسى قبل السيق بقليل وبالقرب من مدينة البتراء، حيث ينسب اسمه إلى النبي موسى عليه السلام بحكم أنه نزل في هذا الوادي وفجر به من الحجر 12 عين ماء التي تحولت إلى 12 قرية، لذلك تعتبر منطقة مهمة تاريخياً ودينياً. ومع مرور الوقت أصبحت المنطقة تضم العديد من الخدمات السياحية من أرقى الفنادق إلى المطاعم والمقاهي ذات الإطلالات الخلابة ومحلات بيع الهدايا. فضلاً عن الأكشاك التقليدية التي تشتهر بها والتي أقامها سكان المدينة للمساهمة في صناعة السياحة في إقليم البتراء بتقديم خدمات سياحية مميزة كبيع مختلف التذكارات من أواني فخارية وزجاجية وكذلك الحرف النسوية اليدوية.
يعتبر مسرح البتراء في الأردن أحد عجائب الدنيا السبع، حيث يعود تاريخ بنائه إلى حوالي ثلاثين سنة قبل الميلاد على يد الأنباط، وتتسع مدرجاته المنحوتة في الصخور لحوالي 8000 شخص لممارسة الطقوس وحضور الاحتفالات الدينية أو الاستمتاع بمشاهدة الأطلال. لكن مع الأسف وبسبب زلزال عام 363 بعد الميلاد قد دُمر جزء كبير من هذا المسرح.
ساعات العمل: 6 صباحًا - 6 مساءً.
إذا أردتم التعرف على تاريخ مدينة البتراء وتراثها العريق عليكم إلقاء نظرة على ماضيها الملون من خلال زيارة متحف البتراء وهو من أهم المعالم السياحية، حيث يقع بالقرب من الدير البيزنطي وينقسم إلى متحفين: متحف البتراء الأثري ومتحف البتراء النبطي اللذان يضمان ما يقارب من 280 قطعة أثرية متنوعة من المقتنيات التي تعود إلى عشرات العصور إلى الوراء.
كما أنه يتألف من خمس قاعات؛ القاعة الأولى خُصصت للتعريف عن حضارة البتراء، القاعة الثانية تركز على الجوانب الاقتصادية خلال زمن الأنباط والمواد المستوردة في تجارتهم، والقاعة الثالثة تلقي الضوء على الجانب الثقافي والفني للمدينة لاحتوائها على أواني فخارية وزجاجية وغيرها من المجوهرات. أما القاعة الرابعة فهي تركز على الجانب السياسي عبر النقوش الكتابية والعملات النقدية التي تعود إلى زمن الأنباط، وبالنسبة للقاعة الخامسة فهي تركز على المجال الديني في عهد الأنباط من خلال العروض التي تضم المذابح والتماثيل.
ساعات العمل: 8:30 صباحًا - 8:30 مساءً.
يعتبر المعبد الكبير المبنى الأضخم من نوعه من بين معالم البتراء ومن أهم الأثار في المدينة، ويمتد إلى جنوب الشارع المعمد حيث يعود تاريخه إلى القرن الأول ميلادي في عهد الأنباط على مساحة 7500 متر مربع، أما ارتفاعه فيصل إلى 19 متر. ويتكون المعبد الأثري من مدخل مُرتبط بالشارع وساحة مقدسة بجانبها بنائين على شكل هلال ثم سلالم حجرية عريضة تقودكم إلى الساحة المقدسة، كما يضم أسوار حجرية متينة بنيت على النمط المعماري النبطي.
من أهم المعالم السياحية في البتراء مبنى قصر البنت، الذي يرجع تأسيسه إلى ثلاثون سنة قبل الميلاد في عهد الدولة النبطية، حيث أخذ اسم قصر البنت نسبة إلى بنت فرعون، وتم تصنيفه كموقع من مواقع التراث العالمي في منظمة اليونيسكو سنة 1985. وتم بناء القصر في ساحة مرصوفة محاطة بمقاعد، وزُييت واجهته بأربع أعمدة أثرية. بإمكان الزوار الصعود إليه بدرج من الرخام الأبيض، ويبلغ ارتفاعه 23 متراً، كما أنه منفصلاً وغير منحوتاً في الصخر كبقية معالم البتراء.
تأثرت البتراء كثيرًا بالهندسة المعمارية للحضارة المصرية القديمة، نذكر من أهم هذه المعالم ضريح المسلات الذي يعود تاريخه إلى القرن الأول ميلادي وهو عبارة عن مقبرة ملكية قديمة. ويقع مبنى المسلات في أعلى التل ويتكون من طابقين تعلوه 4 مسلات أثرية مهيبة على ارتفاع 7 أمتار، ومنحوتة من الحجر الرملي ويبعد عن مدخل مدينة البتراء بمسافة 250 متر. بإمكانكم الاستمتاع بمشاهدة المبنى والتل برفقة أحد المرشدين والتقاط أجمل الصور هناك.
يعتبر الشارع المعمَّد من أجمل آثار البتراء على الإطلاق التي تعود للقرن الثالث قبل الميلاد في عهد الأنباط والرومان، وهو عبارة عن شارع مُبلّط محاط على جانبيه أعمدة عملاقة منقوشة. وبفضل أهميته التجارية تم تشييد 3 كنائس بيزنطية في شماله، واستمر استخدامه حتى القرن السادس ميلادي.
لهواة مغامرة تسلق الجبال بإمكانكم زيارة جبل هارون الشاهق الذي يبلغ ارتفاعه 135 متر، ويعد أعلى نقطة في البتراء. كما يتمتع بجاذبية هائلة في أنظار السياح وبقدسية عالية بفضل احتضانه لمقام النبي الكريم هارون عليه السلام الذي تم تأسيسه من طرف سلطان المماليك الناصر محمد تكريماً للنبي هارون عليه السلام. وعند صعود الجبل بإمكانكم التمتع بخلوة روحية والحصول على أجمل إطلالة على جبال الأردن وفلسطين.
ختاماً فقد أكد المؤرخون وعلماء الآثار أن هندستها المعمارية فريدة من نوعها حيث قام بدو الأنباط مؤسسو المدينة بابتكارات معمارية ساحرة وذلك بنحت العديد من مباني المدينة من الأسطح الحجرية باستخدام تقنية الهندسة المعمارية الصخرية. كما عرفت البتراء على مر العصور مزيجاً من الثقافات المختلفة التي احتلتها بما في ذلك الرومان والبيزنطيون الذين تركوا بصماتهم الخاصة في المدينة الوردية. فإذا أردت الذهاب للبتراء واستكشاف تلك المناطق بنفسك فإننا نوفر لك أفضل عروض الأسعار عبر موقعنا الإلكتروني.